أطلق معارضون سوريون، يوم الخميس، ما أسموه "نداء روما من أجل سورية" في نهاية اجتماع عقدوه في العاصمة الايطالية، حيث أبدى المشاركون استعدادهم لعقد حوارات داخل البلاد، كما عارضوا الحل العسكري، معتبرين أنه "يحتجز الشعب السوري رهينة دون حل سياسي يحقق مطالبه".
وقال المعارضون في بيان "نداء روما"، نقلته وكالة (يونايتد برس انترناشونال) إننا "نختلف في الآراء والتجارب، لكننا ناضلنا ولا زلنا نناضل من أجل الحرية والكرامة والديمقراطية وحقوق الإنسان، ومن أجل بناء سورية ديمقراطية مدنية آمنة للجميع ودون خوف أو قهر، ونحب سوريا ونعلم أنها مكان تعايش أديان وقوميات مختلفة وأنها تواجه اليوم خطراً محدقاً يمس وحدة الشعب وحقوقه وسيادة الدولة".
وعارض البيان الحل العسكري، معتبرا أنه "يحتجز الشعب السوري رهينة دون حل سياسي يحقق مطالبه"، كما أبدى استعداد المعارضين الموقعين على نداء روما "لعقد حوارات داخل البلاد".
وأوضح البيان أن "الضحايا، من شهداء وجرحى ومعتقلين ومفقودين ومشردين إضافة للأعداد الكبرى للمهجرين داخل البلاد واللاجئين خارجها، تدعونا لتحمل مسؤولياتنا من أجل وقف دوامة العنف، ودعم كل أشكال النضال السياسي السلمي والمقاومة المدنية بمختلف تعبيراتها بما في ذلك عقد اللقاءات والحوارات والمؤتمرات داخل البلاد".
وشدد بيان "نداء روما من أجل سوريا" على أن "الأوان لم يفت لإنقاذ البلاد"، رافضاً الركون إلى "السلاح والعنف كحل"، لإيمانه بأنهما "يعرضان وحدة الشعب والدولة والسيادة الوطنية للخطر".
وقال "نحتاج اليوم أكثر من أي وقت مضى إلى مخرج سياسي للأوضاع في سورية، وهذه هي الطريقة الملائمة للدفاع أيضاً عن مٌثل وأهداف من يضحون ويعرّضون حياتهم للخطر من أجل الحرية والكرامة"، داعياً "الجيش السوري الحر وكل من حمل السلاح إلى المشاركة في عملية سياسية تؤدي إلى سورية سلمية آمنة وديمقراطية".
وأوضح البيان "نرفض أن تتحول سورية إلى ساحة للصراعات الدولية والإقليمية، نعتقد أن المجتمع الدولي يتمتع بالقوة والقدرة اللازمتين لتحقيق توافق دولي يؤسس لمخرج سياسي من الأوضاع المأساوية الراهنة، يقوم على فرض فوري لوقف إطلاق النار، وسحب المظاهر المسلحة وإطلاق سراح المعتقلين والإغاثة العاجلة للمنكوبين وعودة المهجرين وصولاً إلى مفاوضات شاملة لا تستثني أحداً تستكمل بمصالحة وطنية أصيلة تستند إلى قواعد العدالة والإنصاف".
وطالب بيان "نداء روما من أجل سوريا" اعتبار الأمم المتحدة "الطرف الدولي لوحيد المسؤول عن تنسيق جهود اغاثة السوريين ودعم صمودهم داخل وخارج البلاد".
وكان معارضون سوريون من 11 تجمعاً وهيئة سورية معظمهم من داخل البلاد عقدوا يومي 25 و26 من تموز الحالي اجتماعات وصفوها بالسرية شارك فيها مسؤولون إيطاليون، واتفقوا خلالها على إطلاق "نداء روما من أجل سورية".
وحمل البيان تواقيع معارضين سوريين بارزين من بينهم، هيثم مناع، وسمير عيطة، ورجاء الناصر، وميشيل كيلو، وعبد العزيز الخير، وحسين العودات، وفائق حويجة، وعقاب أبوسويد.
وتعاني المعارضة السورية من تشتت قواها في تيارات ولجان وشخصيات غير متجانسة مما يضعف من تأثيرها على الشارع السوري، ويعيد محللون أسباب تشتت المعارضة السورية إلى أنها نشأت إما بالخارج عبر اتصالات شخصيات محدودة، أو في الداخل بعد تاريخ طويل من الاعتقالات والتضييق على العمل السياسي، مما حرمها من قاعدة شعبية تستند لها.
ويأتي ذلك في ظل تصاعد أعمال العنف والعمليات العسكرية مؤخرا في عدة مدن سورية وخاصة دمشق وحلب, أدت لسقوط الكثير من الضحايا, تبادلت السلطة والمعارضة الاتهامات حول مسؤولية وقوع هذه الأعمال.
وكانت عدة دول, من بينها الولايات المتحدة الامريكية, أبدت دعمها السياسي والمالي للمعارضة السورية, في حين دعت عدة دول عربية, وعلى راسها قطر والسعودية الى اهمية تقديم السلاح للمعارضة.
ليست هناك تعليقات:
Write comments