رغم ما قيل عن إيجابية لقاء العباسي بالغنوشي صبيحة الخميس، ورغم الارتياح الذي عبرت عنه بعض الأطراف بقبول حركة النهضة الدخول تحت مظلة الحوار الوطني برعاية الاتحاد العام التونسي للشغل..
إلا أن موقف جبهة الإنقاذ عقب اجتماعها أمس بحسين العباسي، لم يتغير ومازال الإصرار قائما حول ضرورة استقالة حكومة علي العريض وتعويضها بحكومة كفاءات غير متحزبة..
وحمل العباسي إلى جبهة الإنقاذ موقف حركة النهضة من الحوار الوطني، وخاصة رفضها لاستقالة الحكومة في المرحلة الراهنة.. وهو ما رفضته المعارضة معتبرة أن هذا الشرط أساسي ولا مساومة عليه
وفي هذا الإطار أكد القيادي بالجبهة الشعبية أحمد الصديق أن ما قدمه رئيس حركة النهضة يوم الخميس ليس سوى ذرّ للرماد على العيون ومراوغة مرفوضة، ومحاولة جديدة لربح الوقت والمراهنة على عامل تمديد المشاورات، واعتماد سياسة المماطلة.. عبر إعطاء مواقف ضبابية وغير واضحة ساهمت في تعطيل مسار الحوار وحالت دون تقدمه إلى المراحل المأمولة شعبيا.. واعتبر الصديق أن في ذلك لعبا بالنار وعدم اكتراث بمواقف بقية الأطراف، وبما أن النهضة قبلت الدخول في الحوار الوطني الذي دعت إليه المنظمة الشغيلة، فعليها أن تلتزم بما ورد في البيان الصادر في 29 جويلية 2013 والذي ينص على استقالة الحكومة الحالية دون شرط أو قيد.. وهو ما زالت ترفضه الحركة..
الصديق قال إن جبهة الإنقاذ لن تتراجع عن هذا المطلب في إطار مبادرة الاتحاد، وعلى النهضة أن تحدد موقفا واضحا إزاء ما يحدث، وترك نهج المماطلة الذي يضرّ بمصلحة البلاد ويعطل مسار الانتقال الديمقراطي
من جهتها طالبت الأمينة العامة للحزب الجمهوري ميّة الجريبي حركة النهضة بالالتزام بمبادرة الاتحاد التي قال راشد الغنوشي أنهم قبلوا الدخول فيها، والتسريع بتجسيد ما ورد في المبادرة لأن الوضع السياسي والاقتصادي لم يعد يحتمل الانتظار.. حسب وصفها كما اعتبرت الجريبي أن ماقدمه رئيس حركة النهضة للعباسي في لقاء الخميس هو موقف غير دقيق لا يلبّي تطلعات الشعب ولا يخدم مصلحة البلاد، وعلى العكس هي محاولة لكسب الوقت من قبل النهضة وحلفائها..
من جهته وصف الأمين العام لحزب العمل الوطني الديمقراطي عبد الرزاق الهمامي، ما قدمه الغنوشي في لقائه الثالث بالعباسي بالمناورة السياسية المحفوفة بالمخاطر.. مشيرا إلى أنه على النهضة أن تتخلى عن هذه الأساليب إزاء الأزمة الراهنة، وعليها الأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية العليا وترك الحسابات الضيقة جانبا
الهمامي اعتبر أن من قبل مبادرة الاتحاد يجب عليه أن يتخذ خطوات ملموسة وسريعة تجسّد هذا القبول.. وما دون ذلك هو مجرد محاولات يائسة لاستغلال عامل الوقت
ماذا في لقاء العباسي وبن جعفر؟
في إطار المشاورات الجارية بخصوص الوضع السياسي المتأزم، كان للأمين العام لاتحاد الشغل لقاء برئيس المجلس الوطني التأسيسي.. وقد أكد الأمين العام المساعد سامي الطاهري أن العباسي قام بإطلاع بن جعفر على نتائج لقائه يوم الخميس براشد الغنوشي واجتماعه بجبهة الإنقاذ أمس.. وقال الطاهري أن رئيس المجلس التأسيسي حريص على الوصول إلى نتائج إيجابية تخرج البلاد من المأزق السياسي.
إهدار الوقت
شهد يوم أمس نسقا مارطونيا في المشاورات، فبعد لقاء العباسي بجبهة الإنقاذ وببن جعفر، التقى وفد عن المنظمات الراعية للحوار الوطني بمقر اتحاد الصناعة والتجارة، للتباحث في ما وصلت إليه الجهود في مختلف الاتجاهات على طريق حلحلة الأزمة.. وفي هذا الإطار أكد عبد الستار بن موسى رئيس الرابطة الوطنية للدفاع عن حقوق الإنسان أن الأطراف المشاركة في هذا اللقاء أجمعت على ضرورة استقالة الحكومة الحالية وتعويضها بأخرى تتكون من كفاءات، كمنطلق لاستئناف الحوار الوطني..
كما اعتبر بن موسى أن التفاوض حول مسألة حل الحكومة هو مضيعة للوقت وإهدار للفرص في ظل وضع سياسي واقتصادي خطير
وجيه الوافي
ليست هناك تعليقات:
Write comments