قبل أن يولد لم تكن لمياء وغيرها من الفتيات التونسيات تعلم شيئا عن الدين لتكن ضحايا لفكر عدمي لمجموعة من الشواذ عجزوا على تحقيق ذواتهم في مجتمع حر ليتحولوا إلى وحوش وحالات مرضية معادية للإنسانية فعادت مجللة بالعار والايدز بعد أن أقنعها تكفيريو هذا القرن بانها ذاهبة إلى "الجهاد" في سوريا.
قصة لمياء التي تبلغ من العمر تسعة عشر عاما عرضتها صحيفة الشروق التونسية اليوم وهي من إحدى الحالات التي تم توريطها بـ "جهاد النكاح" في سوريا بدأت مع داعية على قناة دينية كان يسخر من إسلام التونسيين ومن فهمهم للدين لتصطدم قبل عامين بشخص أقنعها أن لباسها عورة وخروجها إلى الشارع حرام.
واعتقدت لمياء أن كلام هذا الشخص هو الدين وعليها تطبيق فتاويه بالحرف إن رغبت في محبة الله وتقول الصحيفة الواضح أن لمياء تحولت إلى "عبدة" وملك خاص لهذا الشخص الذي لم يعد يتوانى عن ترويضها لخدمة مشروعه السلفي الجهادي العدمي.
واقتنعت لمياء أن المرأة يمكن لها المشاركة في الجهاد والقضاء على أعداء الإسلام بالترويح على الرجال بعد كل غارة وغارة ليصبح جسدها ملكا لهم بمجرد أن يقرر أحد هؤلاء الظلاميين إفراغ كتلة العقد الجنسية فيها.
وتقول صحيفة الشروق"وصلت الحرب في سوريا إلى أوجها وتحول عقل لمياء إلى عجينة يفعل بها شيخها ما يشاء لتترك منزل العائلة وتغادر التراب التونسي باتجاه مدينة بنغازي الليبية ومنها إلى تركيا قبل أن تحط بها الرحال في حلب السورية".
فوجئت لمياء بعدد النساء والفتيات المقيمات داخل مستشفى قديم تحول إلى مخيم لمجاهدي الحرام واللذة واستقبلها أمير قال عن نفسه إنه تونسي ويدعى أبو أيوب التونسي لكن القائد الحقيقي للمخيم هو شخص يمني يقود مجموعة مسلحة أطلقت على نفسها فيلق عمر وهو الذي استمتع أولا بالوافدة الجديدة لمياء.
وتضيف الشروق أن لمياء لا تعلم عن عدد الشواذ الذين اغتصبوها ولكنها كانت في كل عملية جنسية تعي جيدا معنى إهدار الكرامة الإنسانية على يد وحوش لا يترددون في استعمال العنف لإرغامها على ممارسة الجنس بطريقة لا غاية منها إلا إذلال المرأة وإهانة ذاتها وتحقير إنسانيتها.
وتؤكد الصحيفة أن لمياء مارست الجنس مع باكستانيين وأفغان وليبيين وتونسيين وعراقيين وسعوديين وصوماليين وأن الجنين الذي في أحشائها مجهول الهوية والنسب.
ولفتت الصحيفة إلى أن لمياء رأت في مخيمات الظلام نساء وفتيات اختطفن لهدف واحد وهو إشباع الرغبة الجنسية كما أنها تعرفت إلى تونسيات من مدن القصرين والكاف وحي التحرير والمروج وبنزرت وقفصة وصفاقس وقالت إن إحداهن توفيت نتيجة تعرضها للتعذيب بمجرد محاولتها الهروب.
وتقول الشروق إن لمياء عادت إلى تونس وبمجرد وصولها إلى المعبر الحدودي ببن قردان تم إيقافها وفقا لإعلان ضياع تقدمت به عائلتها في تونس وبالتحقيق معها صرحت أنها كانت في سوريا ضمن مجموعة من النساء والفتيات سافرن بغرض جهاد النكاح فخضعت لمياء إلى التحاليل الطبية ليتبين أنها مصابة بمرض الإيدز وأنها حامل في الشهر الخامس والجنين مصاب بنفس المرض.
وفي نفس السياق حذر مفتي تونس السابق عثمان بطيخ العائلات التونسية من استغلال فتياتها وإرسالهن إلى سوريا عبر تنظيمات غير شرعية بهدف ما يسمى "جهاد النكاح" مؤكدا ضرورة مراقبة تصرفات الفتيات حماية لهن من غسيل الأدمغة الذي تتعرضن له من أصحاب الفكر المتشدد.
وقال بطيخ في تصريح لصحيفة الشروق التونسية وهو أحد أول المحذرين من ظاهرة حمل التونسيات بـ "جهاد النكاح" وعلى إثر ذلك تمت إقالته من منصبه مفتيا"ما يزعجني في هذا الموضوع أن ضحايا جهاد النكاح هن مجرد فتيات صغار السن لا حول ولا قوة لهن".
وأضاف بطيخ أن أصحاب الفكر الوهابي يقومون باستغلال الضحايا ويوهمونهن بأن الجنة مصيرهن وانهن ستجازين خيرا بما تفعلن وأن ما يقمن به يعتبر نوعا من أنواع الجهاد في سبيل الله.
وأشار بطيخ إلى أنه حذر في العديد من المناسبات من خطورة سفر التونسيات إلى سوريا وفتح الحدود لهن ولكن لم يجد آذانا مصغية وصمتت السلطات التونسية والنتيجة أن عشرات الفتيات دفعن ثمن هذا الفكر الذي تسبب في كارثة كبرى في تونس.
واقترح بطيخ حلولا للتصدي لهذه الظاهرة الخطرة التي تفشت في المجتمع التونسي بسبب عودة أكثر من مئة تونسية حامل من أعداد كبيرة من المقاتلين في سوريا وقال "إن على كل إمام مسجد أن يحارب هذه الأفكار من خلال منبره وأنا سأتصدى لهم من خلال خطبتي في الجامع وكتاباتي".
بدوره أكد كاتب عام نقابة الائمة التونسيين لصحيفة الشروق التونسية فاضل عاشور إنه قرر رسميا رفع قضيتين ضد وزير الشؤون الدينية نورالدين الخادمي على خلفية حمايته لعدد من الأئمة الذين أفتوا بـ "جهاد النكاح" لعدد من التونسيات اللاتي عدن حوامل إلى تونس.
وأضاف عاشور أن السلطات التونسية المعنية تسببت في فضيحة وعليها تحمل نتائج صمتها على انتشار الفكر الوهابي داخل المساجد.
وأشار عاشور إلى أن النقابة نبهت الوزير الخادمي من خطورة انتشار الفكر الوهابي والأفكار المتطرفة والجهادية وإبعاد الإرهابيين عن المساجد ولكن مستشاريه كانوا يحمون هذه الفئة الضالة التي تخدم مصالحهم الشخصية.
وأكد عاشور أنه طالب بمنع سفر الشباب التونسي إلى سوريا ومالي وأفغانستان وغيرها من بلدان العالم وأكد أيضا أنه سيطلق حملة في كامل مساجد الجمهورية تحت عنوان "لا للوهابية"وسيطلب من كل الشيوخ والائمة مساندة هذه الحركة لإعادة بريق صورة المرأة التونسية التي تم انتهاك شرفها وكرامتها في كل وسائل الإعلام الدولية بسبب فشل وزارة الشؤون الدينية في تسيير جوامعها ومدارسها القرآنية.
وقال عاشور "على كل مسؤول في سلطة الإشراف في تونس كانت له يد في هذه الفضيحة أن يتحمل ما اقترفت يداه ولن نسكت مجددا على هذه التجاوزات".
من جهته قال الكاتب التونسي الحبيب الميساوي إن المتأمل في قضية الفتيات التونسيات اللواتي غرر بهن فيما بات يعرف بـ "جهاد النكاح" في سوريا سيستخلص أن تونس مستهدفة في مؤسستين مركزيتين المرأة والتعليم.
وأضاف الميساوي في مقال نشرته جريدة الشروق ان السؤال المركزي هو ذلك المتعلق بالجهة التي تقف وراء هذا الاختراق الخطر للمجتمع التونسي وتعمد تقويض ثوابته الدينية والثقافية باستهدافها للمرأة كقوة طليعية مثلت ومازالت تمثل العنوان الأبرز لما وصل إليه المجتمع التونسي من تطور.
وأشار الميساوي إلى أن القوى الظلامية وتحديدا التيارات السلفية الجهادية وضعت جملا دينية غاية في الخطورة والتحريف للاستحواذ على عقول من هن أقل ثقافة دينية وتجربة اجتماعية لضرب المجتمع التونسي في مقتل باعتبار ما أحرزته المرأة التونسية من مكاسب وحقوق أهلتها أن تكون قوة دفع إلى الأمام لكامل شرائح وفئات المجتمع التونسي.
وقال الميساوي إن العداء الغريزي الذي تكنه التيارات السلفية الجهادية على غرار أنصار الشريعة في تونس للتقدم والحرية والانعتاق هو المترجم الفعلي للنوايا الخبيثة التي حولت مئات التونسيات إلى جسد في خدمة تجار الدين وصعاليك التطرف لينفثون فيه رائحة دماء الأبرياء الذين استباحوا أرواحهم في ساحات التقتيل والتنكيل مشيرا إلى ان ليس لهؤلاء من متنفس لعدوانيتهم المرضية وانحرافهم الديني إلا أرواح الأبرياء وأنوثة صبايا الهامش الاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
Write comments