الخميس، 26 يوليو 2012

لا لقمع المطالب الاجتماعية باسم التصدي لعنف بعض السلفيين

    الخميس, يوليو 26, 2012   No comments

عرف العنف السلفي تحولا نوعيا خلال الأحداث الأخيرة من حيث درجة التنظيم والتزامن في عديد المناطق والجهات، ومن حيث حجم العنف الذي استهدف مقرات الاتحاد الجهوي للشغل وحركة الوطنيين الديمقراطيين والحزب الجمهوري بمدينة جندوبة بعد النجاح الجماهيري الذي حققه الإضراب العام بهذه الولاية المناضلة. ولم يستثن العنف الهمجي مؤسسات سيادية وعمومية وطال المحاكم ومراكز وأعوان الأمن العمومي وتجهيزات الحماية المدنية التي يتحمل كلفتها الشعب الكادح.

ومثلما عبرنا في مناسبات سابقة، فإننا نؤكد على أن الضوء الأخضر الذي أعطته الحكومة لهذه الجماعات والحماية الأمنية والقضائية التي وفرتها لها طيلة الأشهر الأخيرة جعلها تتمادى في ترويع المواطنين، بل إن تزامن الموجة العنفية الأخيرة مع تصاعد الحركات الاحتجاجية في كامل البلاد وفشل الزيارات الحكومية لأغلب الجهات يطرح أكثر من سؤال حول استخدام هذه الجماعات واستفادة الحكومة من ظهور حركة النهضة بمظهر التيار المعتدل ومن تحويل وجهة النضالات الجماهيرية في الجهات المهمشة والقطاعات المستغلة المطالبة بالتشغيل والكرامة والحرية، إلى افتعال معارك موهومة وزائفة بين المؤمنين والكفار لا تعني قضايا الشعب المصرية في العدالة الجهوية والاجتماعية والديمقراطية المحلية والحريات المدنية اللامشروطة، بل تهدد حقه في الاحتجاج ومواصلة الثورة باستغلال قانون الطوارئ ومنع الجولان للإجهاض على المسار الثوري.

لقد أثبتت هذه الحكومة فشلها الذريع على جميع المستويات وفاحت فضائحها التي كان آخرها فضيحة تسريب امتحان الباكالوريا لضرب مصداقية التعليم الجمهوري وتهيئة المناخ لعودة أشكال التعليم القروسطي والقضاء تدريجيا على بعض المكاسب التحديثية للتعليم في تونس. وأما هذا الفشل تلجأ الحكومة كالعادة إلى تحميل المسؤولية إلى "أقصى اليسار" واتهامه بالتطرف وبالمسؤولية عن هذه الأحداث تهربا من مسؤولياتها وواجباتها في حماية المواطنين والمؤسسات العمومية وعجزها الاقتصادي والاجتماعي والسياسي عن إدارة هذه المرحلة، وهي إذ توازي بين عنف التطرف الديني المروع للمواطنين والمربك للمؤسسات العمومية وبين مواقف اليسار الثوري الفاضح لسياسات لالتفاف اللبرالي سواء لدى الحكومة أو لدى المعارضة البورجوازية، بداعم للمطالب الجماهيرية في تحقيق التشغيل والكرامة والحرية ومساندة الاحتجاجات الشعبية المطالبة بالتنمية الجهوية والعدالة الاجتماعية والتسريع بتصفية الإرث الاستبدادي، إنما تحاول الحكومة يائسة النيل السياسي من مكونات اليسار الثوري باعتباره معارضا راديكاليا لسياستها الاقتصادية اللبرالية الموروثة عن العهد السابق.
ومثلما عبرنا في السابق، فإن مساندتنا لحرية الإبداع الفني والثقافي دون شروط لا يعني مساندتنا كيسار ثوري للمستوى "الفني" الرديء والذوق "الجمالي" الهابط المستفز لمشاعر الشعب، ونعتبر أن هذه الممارسات تذكرنا بما حدث مع أفلام سابقة كانت معدة للتوزيع الخارجي والاحتفاء الصهيوني لا يتحمل اليسار الثوري مسؤوليتها. غير أن ذلك لا يبرر الاعتداء على الحريات العامة والفردية ولا يبرّئ الحكومة من التورط خلال عديد المناسبات في توفير الغطاء السياسي والأمني والقضائي لعنف هذه الجماعات وتشجيعها على تخويف المواطنين قصد الترفيع من سقف التراجعات المهددة للحريات العامة والخاصة والمعادية للشباب والنساء والأطفال.

فلتذهب هذه الحكومة الفاشلة، وليتحمل الإتحاد العام التونسي للشغل مسؤوليته التاريخية في تشكيل حكومة عمالية شعبية معادية للبرالية مهما كان لونها.

K-Store

About K-Store

فرقة التحرير

Previous
Next Post
ليست هناك تعليقات:
Write comments

المقالات الأكثر قراءة

المواضيع

'سلفية «سيدي بو زيد أبو يعرب المرزوقي أحمد سوايعية أحمد بن بله أخبار أخبار الكاف استنبول الاتحاد العام التونسي للشغل الاتحاد من أجل تونس الاجتماع التشاوري حول سوريا الإخوان المسلمون الاردن الاسد الإسلام السياسي الاسلاميون الأصولية الإسلامية الإقتصاد الاقتصاد التونسي الأمازيغ الأميرة بسمة آل سعود الإنتخابات الباجي قائد السبسي الباجي قايد السبسي البحرين التطاول على دولة قطر التكفير الجزائر الجهادية السلفية الدولة الاسلامية الربيع العربي السعودية السلفية السلفية الجهادية السلفيون التكفيريون السودان الصوفية الطويرف العالم الإسلامي الغنوشي الفكر السلفي القذافي القرضاوي القصرين القيروان الكاف المجتمع التونسي المجلس الوطني التأسيسي المرسى المغرب المغرب العربي المنصف المرزوقى المنصف المرزوقي النهضة الولايات المتحدة الأميركية الوهابية السعودية اليمن امتثال أبو السعود امينة الزياني أنصار الشريعة أولمبيك الكاف إيران ایران ايران ﺑﺎﺟﺔ بثينة الزغلامي تاريخ الكاف تالة تركيا ﺗﺴﺘﻮر تكفير تونس ثورة تونس جامع الزيتونة جندوبة جندوبة، جهاد النكاح حبيبة الغريبي حركة "تمرد" حركة النهضة حركة نداء تونس حزب الله حقوق الانسان حكومة حبيب الصّيد حمادي الجبالي حماس خوارج العصر داعش دور الإعلام دولة القانون ذاكرة الكاف راشد الغنوشى راشد الغنوشي رفيق بن عبد السلام بوشلاكة روسيا رياضة ﺳﺎﻗﯿﺔ ﺳﯿﺪي ﯾﻮﺳﻒ ساقية سيدي يوسف سلفية وهابية سليانة سوريا سورية سيدي بوسعيد شكري بلعيد شمال أفريقيا صفاقس عادات وتقاليد عبد الفتاح مورو علي العريض علي لعريض غزة فرنسا فلسطين قابس قطر لبنان لمصر ليبيا مالي محمد منصف المرزوقي محمد يوسف مدينة الكاف مصر مصطفى الفيلاليالى مصطفى بن جعفر معتمدية كسري معدل البطالة منصف المرزوقي مهدي جمعة مهرجان قرطاج ميزانية تونس نصرالله نورالدين بالطيب هواري بومدين هيثم مناع هيثم منّاع والسعودية والمجتمع التونسي وضع المرأة ولاية القصرين ولاية الكاف ولاية باجة ولاية جندوبة Abdelfattah Mourou Ennahdha France Ghardimaou Ghribi Hamadi Jebali Japan le kef libya Marzouki Moncef Marzouki Mustapha Ben Jaafar Mutamar Rached Ghannouchi Sakiet Sidi Youssef salafistes Siliana Tawakkolk Tunisie

أخبار الكاف وأخبار العالم العربي والفضائيات العربية والإسلامية

Copyright © lekef.com. All rights reserved