كنا نشرنا في عدد أمس قصة الأم التونسية التي أثارت ضجة كبيرة بمطار كمال أتاتورك الدولي باسطنبول بعد قيامها و«كنّتها» بمنع ابنها من الالتحاق بصفوف مقاتلي الثورة السورية.
ومتابعة للقضية علمنا أن الشاب المعني هو أصيل احد الأحياء الشعبية بولاية أريانة وأنه ذو مستوى تعليمي عال وله مهنة قارة متزوج وأب لطفلة وأنه عاد مساء الاثنين في حدود الحادية عشرة ليلا مع زوجته وأمه إلى مطار تونس قرطاج حيث كان في انتظاره أفراد عائلته.
وقد حدثنا مصدر مقرب من العائلة أن الشاب المعروف بدماثة أخلاقه واتزانه وحسن سيرته قرر الجهاد في سوريا وبادر منذ مدة قريبة باستخراج جواز سفر دون إعلام عائلته وأنه شدّ الرحال إلى ليبيا يوم الخميس المنقضي حيث هاتف زوجته من هناك يوم الجمعة لإعلامها بقراره الذي نزل عليها كالصاعقة وصدم كافة أفراد عائلته الذين تجندوا لبحث الحلول الكفيلة بإرجاعه إلى أرض الوطن.
وفعلا تقرر صلب العائلة ضرورة إيفاد زوجته وأمه إلى تركيا لجلبه من هناك حيث قامت زوجته الشابة باختلاق فكرة على درجة من الذكاء حيث هاتفته وأوهمته برغبتها الملحة في الالتحاق به للجهاد بسوريا فانطلت عليه الحيلة واستحسن الفكرة وطلب منها اصطحاب ابنتهما على أن يلتقيا بتركيا..
وبتاريخ السبت 09 مارس 2013 سافرت الزوجة مصحوبة بـ«حماتها» إلى تركيا حيث نزلتا بمطار كمال أتاتورك الدولي وباتصالها بزوجها وإعلامه بحلولها بالمطار أرسل لها شخصين طلبا منها مرافقتهما للقاء زوجها إلا أنها رفضت وأصرت على قدومه شخصيا, فقدم بعد حوالي 3 ساعات وكانت المفاجأة في انتظاره حيث ظهرت أمه وارتمت عليه كما أطلقت الزوجة عقيرتها بالصياح مستنجدة بأعوان الأمن التركي الذين هبوا لاستطلاع الأمر.
وبمساعدة مترجم تم تفسير الأمر حيث طالبت الأم و«كنّتها» رجال الأمن والسلطات التركية مساعدتهما على منعه من السفر إلى الأراضي السورية والمغامرة بحياته. وبعد اتصالات أمنية مع مصالح القنصلية التونسية باسطنبول حضر القنصل التونسي الذي تحدث إلى الشاب وأفراد عائلته وتم إقناعه بالعودة إلى تونس وهو ما تم فعلا حيث امتطى الجميع طائرة نحو ليبيا ومنها نحو مطار تونس قرطاج.
وأضاف محدثنا أن قريبه سافر مع شخص ثان من جهة جبل الأحمر وذلك بإشراف احد الشيوخ المعروفين بتلك المنطقة الناشطين في هذا المجال وأنهما وصلا يوم الجمعة الماضي إلى مطار اسطنبول وكانا يعتزمان المرور برّا إلى مدينة انطاكيا الحدودية ومنها إلى الأراضي السورية لينتهي الأمر بأحدهما (العائد إلى تونس) في أحضان عائلته من جديد وتتقبل عائلته التهاني بعودته من قبل الجيران والأقارب.
هذا وتساءل مصدرنا عن أسباب تفاقم هذه الظاهرة التي أودت بحياة عشرات التونسيين وسط صمت من الجهات المسؤولة مستغربا تورط شباب من ذوي المستويات العلمية العالية في مثل هذه المتاهات داعيا السلط السياسية والأمنية إلى الضرب بقوة على أيدي مافيا غسيل الأدمغة التي تتلاعب بعقول شباب تونس وفتياتها.
ليست هناك تعليقات:
Write comments