حادثة اعادت الى الاذهان فورا ما قام به بائع الخضار محمد بوعزيزي في 17 ديسمبر 2010، حين اشعل النيران بنفسه فقضت عليه وعلى انظمة مستبدة واطلقت شرارة الربيع العربي.
بوعزيزي ليس بطلا
لكن صرخة بائع السجائر الثلاثيني وهو يسكب مادة حارقة على جسمه وقبل ان يشعل النيران "هذا هو الشباب الذي يبيع السجائر، هذا ما تفعله البطالة"، هذه الصرخة لم تكن مدوية كصرخة بوعزيزي.
وفي وقت نهشت النيران جسمه واصابته بجروح بليغة، جاءت التعليقات والتغريدات لتزيد من اوجاعه. حيث سخر البعض من فعلته هذه "إنسان فاشل ضعيف الإيمان" فنزعوا بذلك وسام البطولة عن صدر محمد بوعزيزي. "لان هذا ليس عملا بطوليا"..."انه عمل غبي"....."" لا حول و لا قوة إلا بالله كل من الدولة إلى جعلت من محمد بوعزيزي الذي حرق نفسه بطل و رمز إلى الثورة فنسج الكثير على منواله الله يغفر لهم".
موضة قديمة
فرحة الربيع العربي التي تبددت مع تعثر انظمة البلدان التي حل ضيفا بها، من تونس الى مصر وليبيا واليمن، تحولت الى تشكيك لدى البعض في ما اذا كانت الثورات قد نجحت فعلا، ام انها جلبت خريفا لبلدان حلمت بغير ذلك.
حال الانقسامات التي تعيشها هذه البلدان ظهر واضحا ايضا في طريقة التعامل مع حادثة بائع السجائر التونسي. حيث تناول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الخبر بشكل مختلف، وكان مدار جدل بين التونسيين الذين لم توحدهم هذه الحادثة كما فعلت حادثة بوعزيزي.
في وقت اكتفى العديد من المغردين العرب بالاشارة الى ان الشاب التونسي "حرق نفسه بطريقة بوعزيزي"، علق البعض بشيء من السخرية على ما قام به بائع السجائر التونسي. "هل حُلت مشاكله بهذه الطريقة؟"..."...موضة قديمة!"...."بوعزيزي قال...صارت حلاووة كل ما مل واحد من حياته حرق حاله....ما رح نتعاطف معك خيوو..لا احد يعطيه وج..".
محرقة جماعية
علق احد التونسيين على صفحة "العقل الحر" على الفيسبوك بسخرية كشفت مدى الاحباط الذي يعانيه مما وصلت اليه البلاد" الأن دعوات وسط الجامعات ووسط الشوارع تدعو الشباب إلى التوجه نحو شارع بورقيبة لحرق أنفهسم أمام الجميع. حيث أستحسن الكثير الفكرة و من هنا ليوم الجمعة نكونوا قد جمعنا الكثير للقيام بمحرقة جماعية. تكون عبرة وبذلك ينقص عدد البطالة، فهيا يا شباب الثورة لا تفوتوا هذه الفرصة....حان وقت الرحيل يا شباب سنذهب الى عالم الفناء بروائح طيبة روائح الشوي...سنترك البلاد لفئة معينة صغيرة".
وعلقت مغردة مصرية على ما حصل بالقول " التوانسة ماشين فحم في تونس.. شاب يحرق نفسه اليوم امام المسرح #تونس".
مخالف للدين
في المقابل اعتبر عدد من المعلقين التونسيين ان ما قام به هذا الشاب من احراق نفسه هو عمل مخالف للدين. كما رأى البعض ان المشاكل المالية لا تبرر فعلته هذه، وليست الحل المناسب وإلا لقام الآلاف من الفقراء باحراق انفسهم. " لا يمكن اعتبار الانتحار حرقا طريقة للاحتجاج على وضعية مزرية لأن الانتحار في حد ذاته حل مزري لضعف في العقيدة و خور في الشخصية #تونس"....." ببساطة إنسان فاشل. وإن كانت حجته الفقر عذرا أقبح من ذنب. ربي هو الرزاق وهو مالك الملك يرزق من يشاء بغير حساب. هذا فقير إيمان لا أكثر ولا أقل".
ضبابية الوضع
وصف مغرد عربي حال الشعوب العربية على الشكل التالي "الشعب العربي امامه ثلاث خيارات: ١- يحرقه الإحتلال ٢- يحرقه نظامه ٣- يحرق نفسه! #العرب#سوريا #تونس #مصر #ليبيا".
على صفحة "شباب حركة النهضة الاسلامية على الفيس بوك" علق احد التونسيين "على الشعب التونسي ان يثور تحت ما يسمى حذف العين من اسم حكومة الشرعية لتصبح حكومة شرية وواجب اسقاطها"....".
في وقت سأل تونسي على صفحة العقل الحر "هل وصلتك يا رئيس المجلس التأسيسي مصطفى بن جعفر صوت صرخة هذا الشاب وهو يرتجف تحت اللهب وجسده يحترق ويهترئ في الشارع؟".
كما وجه عدد من المعلقين الانتقادات للحكومة ووضعوا اللوم عليها، وقالت احدى المعلقات على الصفحة نفسها " اقعدوا جماعة الحكومة وجماعة التاسيسي اضربوا الملاين باردين مبردين وخلي الشباب البطال المحتاج يتحرق والا ياكل بعضو. يا ربي ها الحكام كيفاش يرقدوا والعباد الفقر والبطالة تاكل فيهم، الا تبا للكراسي وللسياسة".
اما الشاعر والاعلامي التونسي محمد الرفرافي قال في تغريداته "#تونس السيجارة تحرق نفسها من اجل مدخنها. وبائع السجائر من اجل من او من اجل ماذا حرق نفسه؟ سؤال من المفترض ان يؤرق كل مستفيد من ضبابية الوضع..... يخطئ بائع السجائر المحترق إن ظن أنه يستنسخ البوعزيزي لإعادة إنتاج الثورة. فالثورة لاتتكرر كعلب السجائر والبوعزيزي لايتكرر كأعواد الثقاب".
ليست هناك تعليقات:
Write comments