اغتيل المعارض اليساري البارز شكري بلعيد، صباح اليوم، بالرصاص أمام منزله، وعلى الفور اتهم شقيق الضحية زعيم «حركة النهضة الاسلامية» الحاكمة راشد الغنوشي بالوقوف وراء قتله، لكن الأمين العام للحركة، الذي يترأس الحكومة حمادي الجبالي، عدّ اغتيال بلعيد عملاً «ارهابيا واجراميا» يستهدف «تونس كلها وثورتها».
وأعلن شقيق المعارض شكري بلعيد الذي قتل اليوم في تونس، عبد المجيد بلعيد إنه «جرى اغتيال شقيقي. إنني يائس ومنهار»، محملاً المسؤولية لـ«حركة النهضة»، ومتهماً زعيمها راشد الغنوشي بالاغتيال.
وقال الأمين العام لـ«حركة النهضة» حمادي الجبالي، لإذاعة «تطاوين» الحكومية إن بلعيد «ضحية حادث إرهابي، حادث إجرامي المستهدف فيه ليس شكري بلعيد بل تونس كلها»، داعياً التونسيين إلى تجنب «السقوط في فخ العنف والعنف المضاد».
ورأى الجبالي أن «المجرمين يريدون وضع تونس في مسار خطير هو مسار العنف وردود الأفعال»، موجهاً «دعوة ملحة إلى كل الأطراف السياسية في تونس للتحلي بالحكمة و الهدوء كي لا نسقط في الفخ، وهو فخ العنف والعنف المضاد»، مضيفاً أنه «يجب أن نتراص ونتوحد كي لا يأخذ الوضع هذا المنعرج الخطير».
كذلك، قال الجبالي في تصريح لإذاعة «موزاييك أف أم الخاصة» إن رجلاً يرتدي «قشابية» (معطف تقليدي تونسي) أطلق «عن قرب» ثلاث رصاصات على بلعيد.
ووعد الجبالي بأن تقوم الحكومة بإلقاء القبض على «المجرم» الذي قتل شكري بلعيد، وتوضح للشعب «ما هي الأهداف الخسيسة والغاية من هذه الجريمة».
وشكري بلعيد هو قيادي بارز في «الجبهة الشعبية»، وهي ائتلاف لأحزاب يسارية راديكالية، وعرف بمعارضته الشديدة للحكومة التي تقودها «حركة النهضة»، وكان يعتبرها «حكومة الالتفاف على الثورة».
من جهته، أعلن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي أنه سيحارب من يعارضون الانتقال السياسي في تونس. وقطع المرزوقي زيارة إلى فرنسا بعد مقتل بلعيد، وقال لأعضاء البرلمان الأوروبي في ستراسبورغ وسط تصفيق «سنستمر في محاربة أعداء الثورة».
ميدانياً، نزل آلاف المحتجين إلى شوارع بلدة سيدي بوزيد التونسية، مهد انتفاضات الربيع العربي، اليوم، بعد اغتيال بلعيد، مسجلين احتجاجهم، وعمدوا إلى إحراق إطارات السيارات وألقوا الحجارة على الشرطة.
وتظاهر الآلاف أيضا في العاصمة التونسية بعد مقتل بلعيد أمام منزله.
ليست هناك تعليقات:
Write comments