اعتبر وزير الخارجية اللبناني عدنان منصور، خلال اجتماع وزاري لمجلس الجامعة العربية في القاهرة، الأربعاء، أن الجامعة العربية، "فشلت في حل الأزمة السورية"، ولم تنجز سوي تعليق عضوية سورية بها، داعيا إلى رفع تعليق عضوية سوريا بالجامعة، فيما رد وزير خارجية قطر حمد بن جاسم مقاطعاً نظيره اللبناني، بأن القرارات العربية كانت تسعى إلى حل الأزمة سلمياً، وأن الرئيس بشار الأسد هو من "أوجد بحراً من الدماء لأنه لم يتعاون معنا لحل الأزمة سلميا".
ودعا وزير الخارجية اللبناني، خلال انطلاق اجتماعات الدورة 139 لوزراء الخارجية العرب لمناقشة قضايا المنطقة والتحضير للقمة العربية الرابعة والعشرين التي ستعقد في الدوحة أواخر الشهر الحالي، إلى "رفع تعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية"، معتبراً أن "الجامعة فشلت في حل الأزمة السورية، ولم تنجز سوي تعليق عضويتها بها، فغرقت سوريا بالدمار والدماء، وتدفق السلاح والمسلحين، والأفكار المتطرفة"، داعيا إلي "ضرورة وقف نزيف الدم السوري".
وقال منصور إن "الاتصال بسورية ضروري للتوصل إلى حل سياسي للأزمة"، مضيفا أن "الأزمة السورية تؤلمنا جميعا.. وفشلنا في حلها.. وكل ما نجحنا فيه هو تعليق مشاركة سوريا في الجامعة العربية"، واصفا قرارات الجامعة تجاه سوريا بأنها "ساهمت في إغراق سوريا في بحر من الدماء".
وعقدت الجامعة العربية العديد من الاجتماعات حول الأوضاع في سوريا، واتخذت إجراءات متعددة حيالها، حيث طرحت في نهاية عام 2011 خطة عربية تلاه قرار بتعليق مشاركة سوريا في جميع أنشطة الجامعة، إضافة إلى مجموعة من العقوبات الدبلوماسية والاقتصادية، متهمة السلطات السورية بعدم الالتزام بالخطة.
ثم أقرت الجامعة العربية أوائل العام الماضي، خطة تقضي بنقل الرئيس بشار الأسد صلاحياته إلى نائبه من اجل إجراء حوار، ووضع حد للأزمة التي تشهدها البلاد، فيما اعتبرت الحكومة هذا الأمر انتهاكا للسيادة السورية ومساسا بها، تبع ذلك تقديم طلب من الجامعة لمجلس الأمن باتخاذ قرار تحت البند السابع حول سوريا، الأمر الذي قوبل برفض روسي صيني.
هذا ويطالب "الائتلاف الوطني" المعارض، بالحصول على مقعد له في الجامعة العربية، خلال القمة العربية التي تستضيفها الدوحة الشهر الجاري، حيث أشارت تقارير إعلامية وشخصيات معارضة إلى أن هناك احتمال لتسليم المعارضة مقعد سوريا في الجامعة العربية، خلال القمة العربية التي تستضيفها الدوحة الشهر الجاري.
وشهد الاجتماع سجالاً، حين قاطع وزير الخارجية القطري نظيره اللبناني، معتبراً بأن "القرارات العربية كانت تسعى لحل الأزمة السورية سلمياً ولم تكن لإيجاد بحر من الدماء"، مضيفاً أن "الرئيس الأسد، لم يتعاون معنا لحلّ الأزمة بالحلول السلمية التي حاولنا طرحها بشكل ودي".
وكان حمد بن جاسم قال خلال لقائه الثلاثاء مع وزير الخارجية الامريكي جون كيري ان "النظام السوري اختار حلاً واحداً تدميرياً لإنهاء الأزمة في سوريا وذلك من خلال استعمال الأسلحة الفتاكة وصواريخ السكود التي تحدث دماراً مثل دمار الحرب العالمية الأولى والثانية، وهذا الأمر لا يمكن القبول به".
وتابع بن جاسم في الاجتماع الوزاري نحن "لم نستعن بالغرب بهذا الموضوع وحاولنا حله عربياً وودياً"، مشدداً على أن "الخاسر الوحيد هو شعب سوريا".
وطرحت عدة دول مؤخرا مبادرات سياسية لحل الأزمة السورية سلميا, إلا أنها تعثرت, وسط فشل مجلس الأمن الدولي في تبني قرار موحد بشان سورية, بسبب إسقاط روسيا والصين ثلاثة مشاريع قرارات حول الأزمة السورية ، قدمتها دول غربية، لأنها رأت أنها تفتح الباب أمام التدخل الخارجي.
وتقترب الأزمة السورية من إنهاء عامها الثاني، وسط احتدام المواجهات والعمليات العسكرية بين الجيش ومسلحين معارضين، في وقت قدرت تقارير أممية عدد الضحايا منذ بدء الأزمة بنحو 70 ألف شخص، في حين اضطر ما يزيد عن 900 ألف شخص للنزوح خارج البلاد هربا من العنف الدائر في مناطقهم.
ليست هناك تعليقات:
Write comments