هاهي
الذكرى الثانية لسقوط النظام الحاكم على الأبواب. فبالأمس
كان يقال التحول المبارك السابع من نوفمبر،
أما اليوم فأصبح يقال الذكرى المجيدة للثورة التونسية.
كلها تظل
شعارات رنانة تلفظ من أجل ايهام الشعب في الداخل والعالم في الخارج بأن الوضع قد
تغير فوجب بذلك الاحتفال بهذه الانجازات التي لا يتجاوز معناها الحقيقي النطق
اللفظي للكلمة، ويبقى المعنى الجوهري لهذه الكلمات مخفيا و مدفونا مع عظام الشهداء الذين قدموا دمائهم
كقرابين الواحدة تلو الاخرى على أمل أن ينعم من بعدهم الاخوة الصغار و الأخوات،
الأبناء والامهات بالعيش الكريم ولكن تسري الرياح بما لا تشتهي السفن وللرواية
بقية...
ترى هل
بامكاننا حقاً أن نطلق لفظ ثورة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني على ماحدث في تونس يوم 14 جانفي أم أنها لا
تتعدى كونها إنتفاضة لشعب بائس استغلها البعض الآخر لجني ثمارها والركوب
عليها ؟ أيمكن للتاريخ أن يمجد
الانجازات التونسية كما تمجد لحد اليوم الانجازات البلشفية و الفرنسية أيام الثورة؟
أحققت هذه
الثورة
القليل من مطالب التونسين ؟
الكل يحاول الاجابة على هذه الأسئلة الصعبة فمنهم
المتفائل ومنهم الفاقد للأمل. الشيء الوحيد القادر على تقديم الجواب الشافي والكافي
ويلخص ما آلت إليه الاوضاع اليوم في تونس هو الواقع ولا شيء غير الواقع. فالواقع المعيش يجيب على
كل هذه التساؤلات والاجابة الواضحة لكل تونسي يعايش الفقر والخصاصة والبطالة هي
بتاكيد تبدأ بحرف''
ل'' وتنتهي بحرف'' ألف''.
فأهم مطلب لكل تونسي كان ومازال وسيظل هو
التشغيل و لسوء الحظ
مازلت الوضعية كما كانت عليه في السابق مازال الألاف منهم معطلون عن العمل مهمشون
و معوزون والمعظلة الكبرى هي بطالة أصحاب الشهائد العليا.
أولئك هم النخبة التونسية المثقفة أولئك هم من كافح أهلهم ليكملوا
تعليمهم أولئك هم من ضحت كل عائلة من
أجلهم املين أن يتحصلوا على وظيفة تساعدهم على العيش وكسب قوتهم خاصة أمام
الارتفاع المشط للاسعار.
فالتونسي لم يعد قادرا حتى على توفير ضروريات العيش
لعائلته والغريب في الأمر أن الحكومة
عاجزة عن إيجاد حل ولوكان حتى حلاً جزئي لأية مشكلة يعاني منها الشعب بل بالعكس
فقد ساءت الامور منذ توليهم شؤون الشعب التونسي، فلا
إنجاز مهم يذكر حتى الأن، وفي المقابل هم ينتهجون سياسة التأخير ولغة الوعود
والصبر، والشعب يصرخ مستغيثا، إلى متى الصبر؟
ولكن كما قال الشاعر : 'لقد
أَسمعتَ لوناديتَ حيّاً ولكن لا حياةَ لمن
تُنادي'
Mouna Souaia
ليست هناك تعليقات:
Write comments