قال الرئيس التونسي منصف المرزوقي إن "استفزازات المجموعات الدينية المتشددة في بلاده قد تجاوزت الخطوط الحمراء"، وذلك في أول تعليق له إثر مقتل شخصين برصاص الأمن وإصابة العشرات خلال مواجهات جرت الجمعة بين الشرطة وسلفيين هاجموا مقر السفارة الأميركية بالعاصمة تونس احتجاجا على فيلم مسيء للإسلام.
وطالب المرزوقي في خطاب توجه به إلى التونسيين عبر التلفزيون الرسمي، الحكومة بأن "تتحمل مسؤوليتها كاملة في وقف هذا الخطر (السلفي) الداهم".
وأكد أن "هذا الأمر لا يهدد فقط حقوقنا وحرياتنا التي اكتسبناها بعد صراع طويل وإنما أيضا علاقاتنا الدولية وصورة بلادنا في الخارج ومصالحها الحيوية".
وأوضح أن التيارات الدينية المتشددة "تسعى منذ شهور للضغط على المجتمع والدولة لفرض ما لا تستطيع فرضه بالحجة أو بورقة الاقتراع".
وقال المرزوقي "أصدرت أوامري لوزير الدفاع وقيادة الجيش وطلبت من وزير الداخلية أخذ كل التدابير والإجراءات لحماية الجمهورية والثورة ونظامنا الديموقراطي".
وتابع "أكدت لي وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في مكالمة هاتفية إدانتها المطلقة وإدانة الحكومة الأميركية والرئيس الأميركي باراك أوباما شخصيا للفيديو الذي تسبب في هذه الأزمة".
وأضاف "بدأنا إجراءات رفع قضية دولية ضد المتسبب في الإساءة للرسول أسوة بالأشقاء المصريين وبالتنسيق معهم".
ولفت إلى أنه "لا الحكومة الأميركية ولا الشعب الأميركي يتحمل أدنى مسؤولية بخصوص تصرفات أشخاص يسيئون لبلدهم قبل أن يسيئوا لبلدنا".
من جهته، قال وزير الداخلية علي العريض للتلفزيون الرسمي التونسي إن المجموعات الدينية المتشددة "أعوزتها الحجة فاستعملت القوة" وأنها تعمل على "إكراه الناس على أشياء بالقوة".
وأضاف"نحن ضد هذا المشروع السلفي المطروح وضد تصوره المجتمعي وضد منهجه القائم على العنف".
وحذر من أن الجماعات السلفية المتشددة "تغرر بشبابنا" معتبرا أنه "لا بد من مواجهة هذا الغول".
ليست هناك تعليقات:
Write comments