انتقدت جماعة العدل والإحسان بحدة طقوس حفل الولاء الذي ترأسه الملك محمد السادس، الثلاثاء، في ساحة المشور بالقصر الملكي بالرباط، حيث وصفتها ـ في موقعها الإلكتروني الرسمي على الانترنت ـ بالطقوس "المذلة" التي تمسك بها "دهاقنة الحكم" في المغرب، من خلال حشد "المسوغات الواهية ما لا يسنده شرع ولا يقبله عقل وتمجه الفطرة السليمة".
وتابعت الجماعة انتقادها متسائلة: "متى كان نظام، هو في نظر المبشرين بـ"أفضاله" أشبه بخلافة الرسول (صلى الله عليه وآله)، يحتكر الثروة والسلطة؟ فهل كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يستثمر في أقوات العباد؟ وهل راكم رسول الله (صلى الله عليه وآله) الثروات ليصنف ضمن أغنى أغنياء العالم؟ وهل أخضع الرسول (صلى الله عليه وآله) العباد لشخصه، فحُشروا طوابير يؤدون فروض الطاعة انحناءً وركوعا وخضوعا؟"، حسب موقع الجماعة على النت.
وزاد المصدر ذاته بأن "الأمر أكبر من طقوس، حيث يُراد اختزال الاستبداد فيها دهاءً ومكرا، قد تفضي بهم سياسة الانحناء المؤقت للعاصفة إلى بعض التعديل فيها احتواءً والتفافاً على غضب شعبي يتنامى باضطراد، احتجاجاً على مصادرة إرادته وحقه في اختيار من يحكمه على قاعدة اقتران المسؤولية بالمحاسبة والمساءلة، وعلى سوء تدبير شأنه العام".
واستطردت جماعة الشيخ عبد السلام ياسين بأن "جوهر الأمر أن هناك نظاما مستبداً محتكراً لأهم السلط ومتلاعباً بالدين، ومستحوذاً على جل الثروة مهما لبس من لبوس أو تسمى بمسميات، وما ينبغي أن تلهي معارك الشكليات والمسميات، مهما كانت أهميتها، عن ذلكم الجوهر".
وخلصت الجماعة إلى كون المغرب لم يشذ عن قاعدة الثورات العربية، لأن "ليس في سنن الله تعالى استثناء، بل هي مشيئة الله تتنزل بصور مختلفة تؤول إلى نفس الغاية: أفول نجم الاستبداد وبزوغ عهد التحرر والانعتاق"، وفق تعبير افتتاحية الموقع الإلكتروني للجماعة.
وكانت طقوس حفل البيعة قد أثارت جدلا واسعا في البلاد حيث انتقدتها فعاليات سياسية، وأخرى تنتمي إلى الحقل الديني غيرالرسمي، باعتبار أنها "مُهينة وتحط من الكرامة الإنسانية"، بيْد أن وزير الأوقاف كان له رأي آخر مخالف تماماً عندما شبَّه بيعة الملك ببيعة الرضوان التي بايع فيها الصحابةُ الكرام الرسولَ محمد (صلى الله عليه وآله)، وشبه المظلة التي يجلس تحتها الملك ممتطياً صهوة جواده بالشجرة التي وقعت أسفلها بيعة النبي.
ليست هناك تعليقات:
Write comments