القرضاوي-- الذي دعى إلي تسليح المعارضة التي كانت سلمية في سوريا-- يدعو إلى حل سلمي و الحوار مع المسلحين في مالي. هذا التناقض المريب يؤكد دور القرضاوي والإتحاد العالمي لعلماء المسلمين في تشجيع الفتن المذهبية والدينية وحمايته ورعايته للغلاة التكفيريين.
فقد انتقد الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي يرأسه يوسف القرضاوي اليوم الهجوم العسكري التي تقوم بها فرنسا في مالي، معرباً عن استعداده للوساطة هناك. وقال بيان صادر عن الإتحاد الذي يتخذ من العاصمة القطرية مقراً له، إن "الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين يتابع ببالغ القلق تطورات الأحداث في مالي، حيث أن فرنسا استعجلت بالتدخل العسكري الذي لا يعرف منتهاه ولا آثاره الخطيرة من القتل والتدمير والتشريد والمآسي الإنسانية ومزيد من الفقر والبطالة والمجاعة التي تعاني منها مالي اساساً".
وأضاف البيان "بهذه المناسبة فإن الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين ينتقد تسرع فرنسا بإشعال نار الحرب قبل استنفاد جميع الوسائل المطلوبة للحلّ السلمي والمصالحة الوطنية". كما أشار البيان الى أن "الحل السلمي والمصالحة الوطنية والتفاهم والتحاور هو الحلّ الوحيد الصحيح لحلّ المشكلة في مالي، وأن هذا الحل لا يزال ممكناً ومتاحاً اذا صدقت النيات واستبعدت الأجندات الأجنبية عنها".
ونوّه البيان الى أن "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بذل جهوداً كبيرة من خلال تواصله مع بعض الدول والشخصيات المؤثرة لتحقيق المصالحة والتركيز على الحلّ السلمي"، معرباً عن استعداداه "لإكمال جهوده في تحقيق المصالحة". هذا وطالب الاتحاد منظمة التعاون الإسلامي والدول الأفريقية "بالسعي الجاد لإيقاف الحرب والعمل المخلص لتحقيق المصالحة وتبني الحلّ السلمي، والجلوس إلى مائدة الحوار للوصول إلى حلّ مرض لجميع الأطراف". كما طالب الاتحاد ايضاً "الجماعات المسلحة بتغليب صوت العقل والحكمة والقبول بالمصالحة والتحاور للوصول إلى حلّ سلمي عادل".
وكان رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني قد شكك في قدرة العملية العسكرية التي تقودها فرنسا في شمال مالي على حلّ المشكلة، مبدياً ميل بلاده الى الحوار السياسي في مثل هذه الأزمات. وقال حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني "بالطبع كنا نتمنى أن يتمّ حل المشكل (في شمال مالي) عن طريق الحوار السياسي وأعتقد أن ذلك مهم وضروري ولا أظن أن القوة ستحلّ المشكل".
ليست هناك تعليقات:
Write comments