أكد راشد الغنوشي زعيم حزب النهضة الإسلامي التونسي، أن تونس اشترطت لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا المقرر الجمعة أن "لا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا"، مشيرًا إلى امكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، كما جاء في مقابلة أجرتها معه صحيفة الخبر الجزائرية الثلاثاء.
وقال الغنوشي "وزيرنا للخارجية (رفيق عبد السلام) اشترط لاستضافة مؤتمر أصدقاء سوريا شروطًا من جملتها ألا يتخذ قرار بالتدخل العسكري في سوريا، وأن تشارك كل الأطراف في المؤتمر، بما في ذلك الروس والصينيون". واضاف الغنوشي "نحن نتفق مع طرح الجزائر بعدم التدخل العسكري الأجنبي في سوريا".
وفي سؤال حول امكانية اعتراف تونس بالمجلس الوطني السوري، قال الغنوشي "أتوقع أن تتجه السياسة التونسية إلى هذا". وكان وزير الخارجية التونسي حذر الاثنين من روما من "سيناريو عراقي" في سوريا.
وقال "كلنا متفقون على حثّ الحكومة السورية على وقف القمع. نعتقد انه علينا في 24 الجاري ان نوجّه رسالة قوية الى الحكومة السورية. لقد حصل ما يكفي من القتل، ويجب ان يحصل تغيير سياسي".
واعلنت روسيا الثلاثاء انها لن تشارك في مؤتمر تونس لعدم دعوة الحكومة السورية إليه، ولعدم وضوح أهداف المؤتمر، كما جاء في بيان صادر من وزارة الخارجية الروسية. وجاء في البيان انه يبدو لموسكو "ان الأمر يتعلق بتشكيل تحالف دولي (...) لدعم طرف في النزاع الداخلي ضد آخر".
قالت وزارة الخارجية الروسية اليوم ان روسيا لن تشارك في اجتماع دولي بشأن الصراع في سوريا يعقد يوم الجمعة القادم لان الحكومة السورية غير ممثلة فيه.
ويجتمع "أصدقاء سوريا" في تونس يوم الجمعة بدعم من القوى الغربية وجامعة الدول العربية في مسعى للتوصل الى اتفاق دولي حول سبل انهاء العنف في سوريا. ومن المتوقع ان يمارس الاجتماع ضغطا على الرئيس السوري بشار الاسد حتى يتنحى.
وأبدت الخارجية الروسية أسفها لان الممثلين السوريين المشاركين في الاجتماع هم من المعارضة فحسب واقترحت ان يوفد مجلس الامن التابع للامم المتحدة مبعوثا خاصا للشؤون الانسانية الى سوريا.
وقال الكسندر لوكاشيفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية "الاجتماع لن يساعد على بدء حوار وطني بين كل السوريين بحثا عن سبل للتصدي للازمة الداخلية. ولا نرى امكانية لمشاركتنا في الاجتماع".
وكانت روسيا والصين قد استخدمتا في وقت سابق من هذا الشهر حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار في مجلس الامن الدولي يؤيد خطة عربية تطالب الاسد بالتنحي. كما صوتتا ضد قرار غير ملزم في الجمعية العامة للامم المتحدة أيد الخطة العربية.
ووجهت الخارجية الروسية دعوة جديدة لاوروبا والولايات المتحدة والمنطقة العربية للعمل معا على بدء الحوار بين المعارضة السورية والحكومة دون شروط مسبقة لمساعدة الجانبين على الاتفاق على الاصلاحات.
وقال لوكاشيفيتش انه فور تطبيق الاصلاحات وانهاء العنف سيصبح من الممكن ارسال مساعدات انسانية الى سوريا.
وأضاف "نقترح ان يطلب اعضاء مجلس الامن من الامين العام للامم المتحدة ارسال مبعوث خاص الى سوريا لتسوية القضايا المتعلقة بتسليم امن لشحنات المساعدات الانسانية".
وكان فيتالي تشوركين سفير روسيا في الامم المتحدة قد صرح امس بأن موسكو تعد مقترحات بشأن المساعدات الانسانية لسوريا.
وعن موضوع ذا صلة, نفت وزارة الدفاع التونسية تقارير أشارت الى وجود قوات عسكرية قطرية منتشرة على الحدود التونسية-الليبية.
وذكرت الوزارة في بيان بثه التلفزيون التونسي الرسمي الثلاثاء،إن "ما ورد في بعض الصحف ومواقع التواصل الإجتماعي حول مسألة وجود عسكريين قطريين يشاركون في تأمين حدود تونس لا أساس له من الصحة".
وأوضحت الوزارة في بيانها أن مهمة القطريين الذين "كانوا بتونس إقتصرت على العمل الإنساني دون سواه في المخيم القطري الذي أقيم بالجنوب التونسي لاستقبال وإيواء اللاجئين الوافدين من ليبيا".
وأكدت في هذا السياق أن المخيم القطري تم تفكيكه يوم الثاني من فبراير/ شباط الجاري،وتم إيداع مكوناته في مستودع بمدينة تطاوين تم استئجاره للغرض".
وكانت صحف تونسية قد أشارت في وقت سابق إلى رصد عدد من العسكريين القطريين في الجنوب التونسي يشاركون الجيش التونسي في عملياته لحماية الحدود التونسية-الليبية.
يشار إلى أن مسألة التواجد العسكري القطري في الجنوب التونسي أثيرت أكثر من مرة أثناء الأزمة الليبية،حيث إتهمت أحزاب سياسية ومنظمات أهلية السلطات التونسية بتحويل محافظة تطاوين إلى "منطقة عسكرية قطرية".
ولم يتردد حزب الإتحاد الديمقراطي الوحدوي التونسي أنذاك في دعوة الشعب إلى التحرّك لتطهير منطقتي "الذهيبة" و"رمادة" بمحافظة تطاوين من " الوجود العسكري القطري".
ليست هناك تعليقات:
Write comments