دعا مفتي تونس التي شهدت في الفترة الأخيرة حالات انتحار حرقا إلى عدم الصلاة على المنتحر "استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره".
وقال الشيخ عثمان بطيخ مفتي تونس، في تصريحات نشرتها اليوم السبت جريدة "الصباح" اليومية على موقعها في شبكة الإنترنت: "الانتحار ومحاولته جريمة وكبيرة من الكبائر، ولا فرق شرعا بين من يتعمد قتل نفسه أو قتل غيره".
وأضاف: " سيان، أكان القتل بسم أو بسلاح أو بحرق أو بغرق، فكله عمل شنيع، ومحاولة ذلك جريمة يعاقب عليها الشرع والقانون، والمنتحر مرتكب كبيرة وليس بكافر فيغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين ولا يصلي عليه الأفاضل من الناس استنكارا لما صدر عنه وزجرا لغيره".
وتابع أنه: "على المرء أن يكون عاقلا مسيطرا على انفعالاته متغلبا على الصعاب بالصبر والجد والاجتهاد ولا يستنكف من أن يعمل أي عمل شريف لئلا يكون عالة على غيره، وعلى المرءألا تهزه العواطف والأقاويل المغرضة، والتعاطف مع ضعفاء الحال لا يكون بالبكاء والصراخ وإنما بتقديم ا لمساعدات المادية لهم".
وأضاف: "ولو أخرج الأغنياء زكاة أموالهم ووزعوها بالعدل على المناطق الأكثر احتياجا وفقرا، لكان خيرا لهم ولغيرهم".
وقد انطلقت يوم 18 ديسمبر 2010 شرارة احتجاجات اجتماعية وأعمال عنف غير مسبوقة في عدة مدن بمحافظة سيدي بوزيد (جنوب العاصمة تونس)، غداة إقدام بائع متجول على الانتحار بإحراق نفسه احتجاجا على تعرضه للصفع والبصق على الوجه من قبل شرطية (امرأة) تشاجر معها بعد أن منعته من بيع الخضر والفاكهة دون ترخيص من البلدية، ولرفض المحافظة قبوله لتقديم شكوى ضد الشرطية.
سكب الشاب الذي يدعى محمد البوعزيزى (26 عاما) البنزين على جسمه وأضرم النار في نفسه أمام مقر محافظة سيدى بوزيد يوم 17 ديسمبر 2010، ، ثم توفى مساء الثلاثاء الماضي (الرابع من يناير 2011 ) بعد صراع مع الموت بأحد المستشفيات.
ليست هناك تعليقات:
Write comments