افرجت السلطات التونسية، أمس الاربعاء، بعد ساعات من الاستجواب لدى قاضي التحقيق، عن المتحدث باسم تنظيم انصار الشريعة التونسي السلفي المتطرف سيف الدين الرايس الذي كان تم توقيفه الاحد.
فيما أعلن التنظيم عما أسماها "مفاجأة" قال انها "سوف تقصم ظهور أعداء الدين" في تونس، وذلك بعدما منعتها الحكومة من عقد مؤتمرها السنوي الثالث، الذي كان مقررا الأحد، في مدينة القيروان التاريخية (وسط غرب).
وقال التنظيم في بيان نشره على صفحته في فيسبوك "انتظروا من أنصار الشريعة بالقيروان مفاجأة سوف تقصم ظهور أعداء الدين، وستزيدهم غيظا وذلا والله، وستشفي صدور الموحدين وكل من وقف معنا في مثل هاذه الظروف الصعبة" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وكان التنظيم قد أعلن على صفحته على فيسبوك "الحمد لله تم الافراج عن اخينا سيف الدين الرايس"، واوضح محاميه انور اولاد علي لوكالة فرانس برس، انه لا يزال متهما ببث اخبار زائفة والحث على ارتكاب العنف، بسبب تصريحات في مؤتمر صحافي منتصف ايار/مايو. ويتعين على الرايس ان يمثل مجددا امام قاضي التحقيق الجمعة، بحسب المحامي.
واتهم رئيس الوزراء التونسي علي العريض، تنظيم انصار الشريعة بممارسة "الارهاب" بعد اعمال عنف الاحد.
وتم توقيف الرايس الاحد في اليوم الذي كان مقررا ان يعقد فيه تنظيمه مؤتمره السنوي بالقيروان لكن السلطات حظرته بسبب عدم تقديم التنظيم الذي لا يعترف بالقوانين الوضعية بطلب ترخيص.
وفي رد فعل على هذ المنع، نظم انصار التنظيم السلفي الموالي للقاعدة تجمعا في حي التضامن الشعبي غرب العاصمة التونسية ما ادى الى مواجهات مع قوات الامن اوقعت قتيلا و18 جريحا بينهم 15 شرطيا، بحسب حصيلة رسمية.
ودعا تنظيم انصار الشريعة الثلاثاء الى التظاهر الجمعة بالقيروان (وسط) للمطالبة بالإفراج عن الرايس، ما اثار مخاوف من تجدد المواجهات مع قوات الامن كما حدث الاحد في العاصمة التونسية. ولم يصدر اي جديد بشان التظاهر الجمعة بعد الافراج عن المتحدث.
لكن وزارة الداخلية حذرت الثلاثاء، الجماعة من تنظيم اي تظاهرة دون الحصول على ترخيص مسبق من الوزارة.
وتأسست "انصار الشريعة" سنة 2011 ، وهي لا تعترف بالدولة وبالقوانين الوضعية وتطالب بإقامة دولة خلافة اسلامية تطبق فيها الشريعة.
وتقول الجماعة ان عدد أتباعها في تونس يبلغ حوالي 40 ألفا. لكن مسؤولا امنيا رفيع المستوى قال لفرانس برس "عدد الاتباع الحقيقيين لانصار الشريعة لا يتعدى 3500 شخص في افضل الاحوال".
ولفت الى أن الجماعة "تحاول مغازلة مشجعي اندية كرة القدم الكبيرة في تونس لتأثيث تجمعاتها وللايهام بأن لها قاعدة شعبية واسعة".
والاربعاء دعا سيف الدين الرايس الناطق الرسمي باسم انصار الشريعة خلال مؤتمر صحفي مشجعي الكرة الى حضور المؤتمر السنوي للجماعة الذي تم منعه.
والاحد وجه مؤسس الجماعة سيف الله بن حسين (48 عاما) المعروف باسم أبو عياض "برقية إلى جماهير الفرق الرياضية" قال فيها "نشكر لكم مساندتكم لملتقانا ونشد على أيديكم وسعيكم لنصرة التوحيد وأهله".
وأبو عياض هارب من الشرطة منذ اشهر، ومتهم بالضلوع في هجوم نفذه سلفيون في 14 ايلول/سبتمبر 2012 على مقر السفارة الاميركية بالعاصمة تونس خلال احتجاجات على فيلم مسيء للإسلام أنتج في الولايات المتحدة. وأسفر الهجوم عن مقتل 4 مهاجمين وجرح العشرات.
ليست هناك تعليقات:
Write comments