أعلنت وزارة الداخلية التونسية، اليوم الأحد، نقلا عن "فرانس 24"، سقوط ثمانية قتلى في اشتباكات بمدينتي تالة والقصرين وسط غرب تونس. لكن شهود عيان يؤكدون لـ"فرانس 24" مقتل عدد أكبر من المحتجين. من جهته قال أحمد نجيب الشابي، أحد قادة المعارضة، إن 20 شخصا على الأقل قتلوا بالرصاص في المواجهات مع الشرطة السبت والأحد.
وقالت وزارة الداخلية التونسية، اليوم الأحد، إن شخصين قُتلا، وأُصيب عدد آخر، بينهم ثلاثة رجال شرطة حالتهم خطيرة، بعد اشتباكات عنيفة الليلة الماضية في مدينة تالة الواقعة قرب الحدود الجزائرية، في استمرار لحركة الاحتجاجات ضد تفاقم البطالة التي اندلعت الشهر الماضي.
وقال بيان لوزارة الداخلية، إن الشرطة فتحت النار بعد تحذيرات لمتظاهرين، بعد أن هاجمت مجموعات محطة للوقود، وفرعا محليا لإدارة التجهيز، ومركزا للشرطة بالزجاجات الحارقة.
وأضاف أن "الشرطة استعملت السلاح للدفاع الشرعي عن النفس، وقد أسفر ذلك عن مقتل اثنين من المهاجمين وإصابة ثمانية منهم بجروح متفاوتة، كما أدى ذلك إلى إصابة عديد الأعوان (قوات الأمن) بحروق وجروح، من بينهم ثلاثة في حالة خطيرة".
وهذه أعنف اشتباكات تحدث منذ اندلاع احتجاجات نادرة الحدوث في البلاد الشهر الماضي.
وقال شهود لـ"رويترز"، إن الاشتباكات التي وقعت الليلة الماضية كانت عنيفة بعد أن أحرق متظاهرون مقر إدارة التجهيز الحكومية، وأن الشرطة استعملت خراطيم المياه والقنابل المسيلة للدموع قبل أن تفتح النار بعد ذلك على المحتجين.
وقال جمال البولعابي، وهو شاهد عيان في وقت سابق لـ"رويترز": "سقط قتيلان هذا مؤكد، هما: مروان جلمي، وأحمد بولعابي "حملت جثة مروان على يدي إلى بيته".
وقال شهود عيان إن عدد القتلى قد يكون أكثر من اثنين.
وقال بلقاسم السايحي، وهو نقابي لـ"رويترز": "هناك أربعة وفيات مؤكدة.. سقط مروان جملى (20 عاما)، وأحمد بولعابي (30 عاما)، ومحمد عمري (17 عاما)، ونوري بولعابى (30 عاما).
وذكر شهود عيان أنهم رأوا عربات للجيش تدخل المدينة الليلة الماضية فيما يبدو أنه مسعى لفرض الهدوء في المدينة المضطربة.
ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من مصادر حكومية.
وفي مدينة القصرين المجاورة، أكد شهود عيان أن الشرطة فتحت النار على المتظاهرين، وأن المواجهات العنيفة التي جرت مساء السبت خلفت عدة جرحى. وقال شهود في المدينة لـ"رويترز" عبر الهاتف إنهم شاهدوا ثلاثة قتلى على الأقل في المدينة، وان سيارات الإسعاف تنقل المصابين إلى المستشفى المحلي، في حين ما زالت المواجهات مستمرة بين المحتجين والشرطة التي قالوا إنها تطلق النار على المتظاهرين.
ولم يصدر أي تعليق حكومي على هذه الحصيلة في القصرين، ورفضت مصادر في مستشفى القصرين الرد على استفسارات عن الضحايا.
وأدت الاضطرابات التي اندلعت الشهر الماضي حينما أقدم شاب على حرق نفسه، احتجاجا على مصادرة عربة للخضراوات كان يملكها إلى سقوط قتيلين برصاص الشرطة.
وقال الرئيس التونسي زين العابدين بن علي، في وقت سابق: إن أعمال الشغب تضر بصورة البلاد لدى السياح والمستثمرين، وأن القانون سيطبق بحزم ضد من وصفهم بأنهم أقلية من المتطرفين.
وقال مسؤول أمريكي كبير، الجمعة الماضية: إن الولايات المتحدة استدعت سفير تونس لديها بخصوص تعامل السلطات التونسية مع أحداث الشغب المناهضة للحكومة، وتدخلها المحتمل في شبكة الإنترنت، والذي يتضمن التدخل في حسابات على موقع "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي.
ليست هناك تعليقات:
Write comments