قالت والدة الشاب التونسي محمد البوعزيزي -الذي أقدم على إحراق نفسه في خطوة ألهبت احتجاجات عارمة توجت بالإطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، إنها فخورة بما قام به ابنها.
وأضافت منوبية البوعزيزي -في مقابلة مع صحيفة إندبندنت البريطانية في بيتها بمدينة سيدي بوزيد (265 كيلومترا جنوب العاصمة تونس)- أنها تشعر بالفخر بما قام به ابنها وبالدور الذي لعبه في تحقيق التغيير في البلاد.
وأوضحت كيف أن سلوك ابنها -الذي وافته المنية في الرابع من الشهر الجاري متأثرا بالحروق التي أصيب بها عندما أضرم النار في نفسه في الـ17 ديسمبر/كانون الأول الماضي- أيقظ وعيها السياسي.
وتقول منوبية البوعزيزي إنها الآن باتت تعرف كيف كان الرئيس المخلوع بن علي ينهب البلد، وكيف كان أقرباء ليلى الطرابلسي (زوجة الرئيس المخلوع) ينهبون بدورهم.
وتابعت الأم التونسية أن الوضع ليس سيئا في تونس فقط وإنما في ليبيا أيضا وأوردت في هذا الصدد شهادة زوجها الذي حدثها عن سوء أحوال الناس في البلد المجاور.
وتقول منوبية إن حالتها ليست الوحيدة لأن أناسا كثيرين زاروها بعد اندلاع الاحتجاجات في البلاد وأبلغوها أنها ليست وحدها التي فقدت ابنها وأن عائلات كثيرة من المنطقة فقدت أحد أبنائها.
وأعربت منوبية عن أملها في الذهاب إلى تونس العاصمة لإلقاء نظرة على المظاهرات المتواصلة هناك والتي أطاحت بالرئيس المخلوع بن علي بعد حكم دام 23 عاما، وأضافت أنه من الجيد معرفة الدور الذي لعبه ابنها في تغيير مجرى الأمور في البلاد.
واستقت الصحيفة البريطانية شهادة أخت محمد البوعزيزي التي روت قصة أخيها وسبب إقدامه على إضرام النار في نفسه أمام مبنى محافظة المنطقة.
وقالت ليلى إن ما قام به أخوها هو احتجاج على سلسلة من المشاكل والمحن التي تكالبت على عائلة البوعزيزي التي فقدت مصدر عيشها المتمثل في أرض زراعية.
وأوضحت أن ما تكالب عليهم وما تعرض له أخوها من تجاهل وإهانات من عدة جهات رسمية بلغ ذروته عندما تعرض محمد لصفعة من شرطية أمام الملأ أثناء عملية احتجاز عربته التي يستعملها لبيع الخضراوات والفواكه.
مفتي السعودية يشدد على حرمة قتل النفس بـ"الإحراق"
شدد المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ على حرمة قتل النفس، حتى إن كانت الظروف المعيشية صعبة، مؤكداً أن قتل النفس بالإحراق جريمة نكراء.
وقال فضيلة المفتي في محاضرة بجامع الإمام تركي بن عبدالله أمس بعنوان «معتقد أهل السنة والجماعة في الصحابة رضي الله عنهم»: «إن إحراق وقتل النفس من كبائر الذنوب، وهو إقدام على شرٍّ، بل على المرء الصبر والاحتساب، وبذل الأسباب النافعة والإقدام» وفق صحيفة الحياة.
وأضاف: «قتل النفس جريمة نكرة ومصيبة عظمى لا يجوز انتشارها بين المسلمين، ولا ينبغي للمسلم اللجوء لمثل هذا العمل الذي يعد انتحاراً، وهو من الجرائم النكرة، وهذه الأعمال تشوّه صورة المسلمين، وعلى المسلم التحمل والصبر»، مشيراً إلى وجود «من يطبل لها ويعظمها، وهم من ضعفاء الإيمان والنفوس».
ليست هناك تعليقات:
Write comments