الجمعة، 6 ديسمبر 2013

نمو المحتوى الرقمي التونسي

س. السعداوي


منذ طرح شبكة الإنترنت للإستخدام في منتصف التسعينيات من القرن الماضي، شكلت الشبكة العنكبوتية ثورة حقيقية على مستوى العالم، سواءً فيما يتعلق بعالم اﻷعمال والمعلومات فضلاً عن أهميتها البالغة على الصعيد العلمي. تحتل تونس مكانة متقدمة من بين الدول العربية فيما يتعلق بالإنترنت والمحتوى الرقمي، سواءً فيما يتعلق بعدد مستخدمي الشبكة أو على صعيد المشاركة في إغناء المحتوى العربي على الشبكة، وبإلقاء نظرة سريعة سنجد الإنتشار الكبير للمواقع الإلكترونية وكذلك التجارة الإلكترونية والإعلانات المبوبة الظاهرة المرافقة لإنتشار الشبكة وسوق الهواتفالذكية.
مصدر الصورة: http://www.itp.net
تتميز تونس بكونها البلد العربيّ والإفريقيّ الأوّل الذي إرتبط بالشبكة منذ سنة 1991، بدايةً عن طريق المؤسسات الحكومية، بينما تم طرح الإشتراكات العنكبوتية للمستخدمين العاديين في عام 1997، وبحسب تقرير لـ "وورلد إنترنت ستاتس"  بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في تونس أكثر من أربعة ملايين مستخدم في نهاية يونيو/حزيران عام 2012 إلا أن هذا الرقم إزداد بكل تأكيد بفعل الإشتراكات المتزايدة عبر أجهزة الهواتف الذكية وإقبال كبير على مواقع شبكات التواصل الإجتماعي بمختلف المجالات البصرية والسمعية وكذلك الكتابية.
منذ دخولها لتونس واكب السكان في هذا البلد العربي تطورات الشبكة العنكبوتية، ‫حيث تم تعميم ثقافة الإنترنت على كافة المدارس و المعاهد والكليات على مستوى البلاد أجمع، بل وأصبح لتونس ما يعرف باسم وادي السيليكون العربي، الذي يقع في منطقة الغزالة بتونس العاصمة، ويسهم في الإقتصاد المحلي بإيرادات سنوية قدرها خمسة مليون دولار. كما كان للسياحة دور كبير في تطور المحتوى الرقمي التونسي، فهذا البلد الصغير يؤمه سنوياً ما يقارب الخمسة مليون سائح، ولهذا كان لا بد للفنادق والمواقع السياحية أن تعرّف عن نفسها وعن خدماتها على شبكة الإنترنت، فالحاجة لوجود موقع إلكتروني أصبح ملحاً مع تقدم التكنولوجيا وإزدياد عدد مرتاديها كما إنها أصبحت الواجهة الأول للحصول على المعلومات والتزود بأخبار الأخبار، من بينها القطاع السياحي، حيث يفضل الزوار والسياح رؤية الأماكن والحصول على بعض المعلومات قبل الوصول إلى المنطقة.
مصدر الصورة: www.bareed-areej.com
أما بالنسبة للمحتوى الرقمي التونسي، أي عدد المشاركات التونسية في شبكة الإنترنت فقد كانت المشاركة ضئيلة على مستوى الإعلام والمواقع الإخبارية وذلك رغم التعدّد الظاهريّ، ويعزى هذا إلى عدم وضوح الرسالة  لكثير من وسائل النشر الإلكترونية المستقلّة وضعف النوعية وإستخدام ركيك للغة العربية إلا إن ذلك لا يعني إنعدام المواقع المميزة والحاضرة بقوة على الساحتين الوطنية والعربية.  ومن المتوقع أن تخطو تونس إلى اﻷمام كونها من أوائل البلدان العربية التي حققت إنتقالاً سلساً إلى النظام الديمقراطي التعددي.

ليست هناك تعليقات:
Write comments